إحتفت مائدة مستديرة نظمتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، أمس الخميس بتنسيق مع الجمعية المغربية لخدمة اللغة العربية، بالمكانة المرموقة التي أصبحت تحظى بها اللغة العربية باعتبارها من بين أكثر اللغات الحية انتشارا حول العالم.

وأبرز المشاركون في اللقاء من أكاديميين ومختصين وباحثين وطلبة مغاربة وأجانب، المنظم تحت شعار “اللغة العربية وآفاق التلقي”، أن الإقبال على تعلم اللغة العربية من طرف الأجانب يعزى إلى جذورها التاريخية العميقة وثرائها إسهاماتها على مستوى الآداب والفلسفة وباقي العلوم والمعارف.في هذا السياق، أكد محمد نافع العشيري، رئيس الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية والأستاذ بالمدرسة العليا للأساتذة بمرتيل، أن “اللغة العربية إلى جانب ما قدمته للإنسانية تاريخيا، فهي كذلك واعدة مستقبلا، حيث أبرزت تقارير دولية أنها من اللغات الحية التي تحظى بتطور كبير من حيث عدد المتعلمين من الأجانب، سواء الطلبة أو المهتمين بدوافع حضارية ودينية واقتصادية وسياسية وسياحية”.

وقال العشيري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه “ينبغي التركيز على تعليم هذه اللغة لأبناء الجاليات العربية في الدول المختلفة لاسيما الأوروبية والأمريكية، لما للأجيال الصاعدة من مقومات تساعدها على الاكتساب السريع للتعلم، وربطها ببلدانها الأصلية”.

بدوره، قال أحمد أوزين، مدرس اللغة العربية ببلجيكا، إننا “نلاحظ في السنوات الأخيرة الإقبال الكبير لتدريس وتعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها، حيث يقبل الأجانب على تعلمها مما بوأها مكانة وازنة في المجتمعات الغربية، مما جعل منها لغة عالمية معتمدة من طرف منظمات أممية ودولية”.

وسجل أوزين، في تصريح مماثل، وجود تحديات كبيرة في ما يتعلق بتدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها، لاسيما ما يتعلق بالكتب والمناهج الدراسية وتكوين الأساتذة، مؤكدا على ضرورة وضع استراتيجية للعمل على تطوير تدريس اللغة العربية.

من جهته، وصف محمد إسماعيلي علوي، الأستاذ بجامعة مولاي إسماعيل، في مداخلة حول الموضوع، الإقبال على تعلم اللغة العربية بأنه “أصبح خلال السنوات الأخيرة منقطع النظير”، موضحا أن المتعلمين للغلة العربية من الأجانب يشمل الراغبين في الحصول على العمل أو الدبلوماسيين أو مواطني الدول الإسلامية غير العربية، وأبناء الجاليات المسلمة في المهجر.وأشار المتدخل نفسه إلى أن تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها “مجال مفتوح أمام الجميع، ولا يقف عند حدود تعلم أبجديات وقواعد اللغة، بل يمتد إلى اختصاصات وحقول معرفية أخرى، ولأغراض مختلفة”.

في مداخلته، ربط كريم الغازي، المشتغل في مجال تدريس اللغة العربية في ألمانيا، بين اللغة العربية وتاريخ وجود المسلمين في أوروبا، مستدلا على ذلك بالحضارة الإسلامية في الأندلس، حيث كانت اللغة العربية جسرا لنقل العلوم اليونانية وتلاقح الحضارات والثقافات.

واعتبر الغازي أن “اللغة العربية ليست مقتصرة فقط على الدول العربية ولا هي محدودة في سياق جغرافي بعينه، بل قد نجدها أكثر شعبية في أوروبا من لغات أخرى”.

By yotajir

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *